متخصصون من معرض الكتاب: كامل الكيلاني كان بمثابة مشروعًا متكاملاً لأدب الأطفال
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، إقامة ندوة بعنوان "كامل الكيلاني من الاقتباس إلى التأليف"، بمشاركة كل من الدكتورة ألاء الأطرش، محمد عبد الحافظ ناصف الكاتب والأديب، وليد كمال السيناريست والكاتب، وأدراها الكاتب محمد عبد الظاهر المطارقي.
في البداية أكد محمد عبد الحافظ ناصف الكاتب والأديب، أن كامل الكيلاني كان مهموما بعمل شىء مختلف ومتميز بعيدًا عن أحلامه الخاصة، من خلال التميز في الكتابة للأطفال على الرغم من أن الكتابة للأطفال لم يكن هناك اهتماما بها، في الوقت الذي من المفترض فيه أن تكون الكتابة للأطفال من أهم أنواع الكتابة خاصة أنها تؤثر في أمة بأكملها من خلال التأثير في الأطفال وشخصياتهم ومستقبلهم، موضحًا أن كامل الكيلاني في عشرينيات القرن الماضي تصدى لهذه المهمة وكان من رواد هذا النوع من الكتابة لأدب الأطفال.
وأضاف أن ثقافة كامل الكيلاني فيما يخص أدب الأطفال كانت مكونة من مجموعة من الروافد، وإن كان أهمها التراث العربي بكل ما يحمله من حكايات، وأيضًا الحكايات الشعبية التي كانت منتتشرة في ذلك الوقتت، كما أنها اعتمد أيضًا على الاقتباس من حكايات الأطفال في الغرب، لافتًا إلى أن كامل الكيلاني قدم للمكتبة العربية ما يقرب من 250 كتاب للطفل متنوعة لشرائح عمرية مختلفة من مراحل الطفولة، كما كتتب كامل الكيلاني ما يقرب من 1000 قصة، فقد كان كامل الكيلاني ليس فقط من أوائل من كتبوا للأطفال، ولكنه يعتتبر من أوائل من قدموا برامج الأطفال، فقد كان كامل الكيلاني بمثابة أول إعلامي يقدم برامج الاطفال في الإذاعة المصرية.
وأوضح أن كامل الكيلاني يحمل مشروعًا متكاملاً يخص الأطفال، فقد كتب للأطفال، كما أنشأ مكتبة لبيع كتب الأطفال كمان قدم برامج الأطفال، وبهذا فيعتبر كامل الكيلاني بمثابة مشروعًا متكاملا للأطفال، لافتا إلى أن المركز القومي لثقافة الطفل استعان بعدد من قصص كامل الكيلاني لتحويلها إلى أعمال يتم بثها للأطفال على الوسائط الرقمية الحديثة لتقديم أدب كامل الكيلاني للأطفال، وقد حققت هذه الأعمال رواجا كبيرا لدى الجمهور عبر الانترنت هو دليل على قدرة أدب كامل الكيلاني على التعايش مع أجيال وأجيال.
من جانبه قال وليد كمال السيناريست والكاتب، إن اختيار رائد أدب الأطفال كامل الكيلاني كشخصية للمعرض في دورته الـ 54 هو إنجاز كبير لأدب الاطفال، خاصة أن أدب الأطفال لم يكن يحصل على تقديره المناسب، وهذا ما اعتدنا عليه في فترات كثيرة سابقة أن الكتابة للأطفال هى أقل مكانة من الكتابة للكبار على الرغم من أن العكس هو الصحيح، نظرا لتأثير أدب الاطفال في تكوين عقل ووجدان هؤلاء الأطفال حتى يكبروا في المستقبل.
وأضاف، أن كامل الكيلاني سبق غيره في مجال أدب الأطفال، ومهد لمن أتوا بعده لطريق الكتابة للأطفال، فقد كان كامل الكيلاني هو مستكشف طريق الكتابة للأطفال، فقد عمل كامل الكيلاني في تأسيس مجال الكتابة للأطفال فلم يكن له رصيد سابق ولم يكن أدب الأطفال في مصر والوطن العربي له رصيد كبير، ولذلك كان الاقتباس عند كامل الكيلاني كان ضرورة خاصة أن هذا المجال في مصر لم يكن منتشرًا وهذا مادفع كامل الكيلاني للاقتباس من دول أخرى، لافتا إلى أن تربية كامل الكيلاني الدينية ساهمت في انه حينما لجأ إلى الأدب الغربي والفرسي والهندي كان ينقح النصوص بما يتوافق مع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان قد سبق كامل الكيلاني في الكتابة للأطفال من خلال ديوان شعري كتبه شوقي، إلا أن أحمد شوقي لم يستمر في الكتابة للأطفال على عكس كامل الكيلاني الذي دخل المعترك وأستمر فيه وكان لديه مشروع لتأسيس أدب مصري للأطفال.